ـ ام خالد الإسلامبولي تتحدث
لمجلة العالم عدد246 انه مما يزيدني شرفنا ان ابني خالد قام بهذا الأمر(اغتيال
السادات)ليذود عن حرمات الله وقد نال الشهادة بإذن الله.كان طموح خالد الأوحد هو
ان يكون هناك جيش اسلامي قوي تكون فيه العزة للإسلام والمسلمين لتحرير فلسطين
واعلاء كلمة الله عز وجل في الأرض. واخر مرة شاهدته فيها كانت قبل تنفيذ حكم
الإعدام باسبوع ورأيته في بدلة الإعدام فخفق قلبي ومد يده لي وقال: ما بك يا أمي
عاهدت فيك القوة والصبر والايمان في حين قالت اخته لما رأته بأعلى صوتها امام ضابط
السجن الحربي فزت ورب الكعبة، لبست
جديدا(اي بدلة الاعدام) وعشت سعيدا ومت شهيدا وزوجت بحور العين فضحك خالد من قولها، ونظر
إلي قائلا لما رأى شرود ذهني: يا أمي ماذا بك ؟هل تنتظرين من الطواغيت خيرا !؟فقلت
له لا يا ابني لم أفكر إلا في وقوفك بين يدي الله عز وجل وفي نفسي إعظام واجلال
للموقف ولم اتم كلامي حتى قال وعيناه تتلألآن وبهما بريق غير عادي: يا امي انا
مشتاق للقاء الصديق وعلي بن ابي طالب وعمر بن الخطاب وخالد بن الوليد، اصبري فإن الصبر عند الصدمة الأولى ثم قال لي
ولأخته (اصبروا آل ياسر فإن موعدكم الجنة) وكان معنا في الزيارة اصحابه الأربعةعبد
الحميد ومحمد عبد السلام فرج وعطا طايل وحسين عباس وأخذ الخمسة يرددون نشيدا ما
زلت احفظه ومنه
اقسمت يـا نفس لتنزلــن لتنـــزلــن اولــتــكـرهــن
قد اجلب الناس وشدوا الرنمة الي أراك تكـرهين الجنـة
يا نفس ان لم تقتلي تموتـي هذا حـمام الموت قد صليت
رؤوسنا يارب فوق أكتافنـا نرجو ثوابـك مغنما وجوارا
يا أمي نحن قمنا لله ونحن فداء
لدين الله فليقم يا أمي للدين مجده أو لتراق منا الدماء.واخبرني بأنه سيطلب زيارة
ابيه واخيه محمد وزوجي أختيه رشوان وممدوح وكانوا جميعا في سجن طرة وابي زعبل
وعندما أخبرته بأن إدارة السجن سترفض قال هذا طلبي قبل الإعدام ولكن الطلب لم ينفذ
وخرجنا من عنده وكان صائما منذ يوم الحادث وطلب مني ان أحضر له معلبات عصير مثلجة
في زيارتي القادمة له ولم أكن أتصور ان الأحكام ستنفذ بسرعة وكان هذا اليوم
الأربعاء 14افريل1982. وبعد علمي بإعدام
خالد وذلك في اليوم التالي لزيارة الاربعاء وكنت قد احضرت له ما أراد من عصير
ومثلجات إلا أني تسلمت من مأمور السجن ملابسه. توجهت على الفور الى أمين المدعي
العام العسكري وطلبت مقابلته لتسلم جثمان ابني خالد ولكنه تهرب مني وجاءني ضابط
وقال لي: إذهبي لن تتسلمي جثمان ابنك ولن تريه حتى من وراء الشمس فقلت له حسبي
الله ونعم الوكيل. وكان بيدي معلبات العصير المثلجة التي كنت سأعطيها لخالد وقمت
بتوزيعها على الضباط والعساكر والسكرتيرات بمبنى المدعي العسكري وقلت لهم: هذا
شربات ابني خالد الذي يزف الآن الى الحور العين وتركتهم والجميع يبكي من الموقف. كانت وصيته ان نتصدق بكل ما يملك لله تعالى وأن
يجعل له أبوه صدقة جارية وأن يحج أخوه محمد عنه وان نعتني بتربية أطفالنا وننشئهم
نشأة إسلامية.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق